تعصب النصارى لدينهم مع إقامة الحجة عليهم بالقرآن

يا معشر النصارى لقد تعصبتم وما أنصفتم، وإن موضع العجب منكم هو أن القرآن النازل على محمد عليه الصلاة والسلام كله نضال وجهاد وجدال عن نبوة عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام، يحقق صدق نبوته وكرامة نشأته، وطهارة مولده، وبراءة أمه مريم البتول عليها السلام. وإن الله سبحانه خلقه بيد القدرة من أم بلا أب، كما خلق آدم من تراب ثم قال له: كن. فكان. وإن الله أيده بالـمعجزات الباهرات، الدالة على صدق رسالته، فكان يبرئ الأكمه والأبرص، ويحيي الـموتى بإذن الله وينبئ الناس بما يأكلون وما يدخرونه في بيوتهم، مع تكليمه الناس في الـمهد وقوله: ﴿....إِنِّي عَبۡدُ ٱللَّهِ ءَاتَانِيَ ٱلۡكِتَٰبَ وَجَعَلَنِي نَبِيّٗا﴾ [مريم: 30-34]. كل هذه الـمزايا من الصفات والـمعجزات قد أثبتها القرآن، وآمن بها الـمسلمون، ومن كذب بها فقد كفر. ولا توجد هذه الصفات وهذه الـمعجزات بالإنجيل الذي بأيديكم؛ لأن الله ذكرها في كتابه الـمبين: ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَقُصُّ عَلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ أَكۡثَرَ ٱلَّذِي هُمۡ فِيهِ يَخۡتَلِفُونَ ٧٦﴾ [النمل: 76].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (8) دَعـوة النّصَارى وسَائر الأمَم إلى دين الإسلام - المجلد (6)