العجب من النصارى الذين يصرون على تكذيب محمد عليه الصلاة والسلام
إنني أعجب أشد العجب من عقلاء النصارى الـمستقلة أفكارهم، والذين برعوا في الذكاء والفطنة، وعرفوا اللغة العربية، وقد كثر في هذه الأزمنة اختلاطهم بالعرب الـمسلمين، وتعلموا لغة العرب التي يتمكنون بها من معرفة أحكام الإسلام، وبلاغة القرآن، وشمول نفعه ومحاسن أحكامه وحكمته، وعموم دعوته، وكونه رسالة رحمة وهداية من الله لجميع خلقه، وأنه الـمعجزة الخالدة لنبوة محمد ﷺ، والـمصدق لسائر الأنبياء قبله، ومع هذا كله نراهم يصرون ويستكبرون على التكذيب بمحمد عليه الصلاة والسلام، وعلى التكذيب بالقرآن النازل عليه، تقليدًا منهم للمكذبين من القسيسين والـمبشرين. والله تعالى يقول: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُ﴾ [آلعمران: 144]. وقال: ﴿مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَآ أَحَدٖ مِّن رِّجَالِكُمۡ وَلَٰكِن رَّسُولَ ٱللَّهِ وَخَاتَمَ ٱلنَّبِيِّۧنَ﴾ [الأحزاب: 40]. نظير قوله: ﴿مَّا ٱلۡمَسِيحُ ٱبۡنُ مَرۡيَمَ إِلَّا رَسُولٞ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِ ٱلرُّسُلُ وَأُمُّهُۥ صِدِّيقَةٞۖ كَانَا يَأۡكُلَانِ ٱلطَّعَامَ﴾ [الـمائدة: 75].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (8) دَعـوة النّصَارى وسَائر الأمَم إلى دين الإسلام - المجلد (6)