من أعطاه الله الدين فقد أحبه

يا أيها الـمسلمون وأيها الـمستمعون: إن الله سبحانه لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم، وإن الله سبحانه يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي دين الإسلام إلا من يحب، فمن أعطاه الله الدين فقد أحبه. وإن الدين - هو هذا السمح، سهل الاكتناه والعمل- ليس بشاق ولا حرج. عموده: الصلاة، وبقية أركانه: الزكاة والصيام وحج بيت الله الحرام مرة واحدة عند الاستطاعة. وقد جعل الله هذه الأركان بمثابة البنيان للإسلام، وبمثابة الفرقان بين الـمسلمين والكفار، والـمتقين والفجار، وبمثابة محك التمحيص لصحة الإسلام، بها يعرف صادق الإسلام من بين أهل الكفر والفسوق والعصيان. لكون الإسلام ليس هو محض التسمي باللسان، والانتساب إليه بالعنوان، ولكنه ما وقر في القلب وصدقته الأعمال. فاعملوا بإسلامكم تُعرَفوا به، وادعوا الناس إليه تكونوا من خير أهله، فإنه لا إسلام بدون العمل.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (8) دَعـوة النّصَارى وسَائر الأمَم إلى دين الإسلام - المجلد (6)