شريعة الإسلام كاملة شاملة صالحة لحل جميع مشاكل العالـم

لقد مكث الـمسلمون ثلاثة عشر قرنًا من بعثة النبي ﷺ ودينهم الإسلام، ودستورهم السنة والقرآن؛ لأن الله نصبهما حكمًا عدلاً يقطعان عن الناس النزاع، ويعيدان خلافهم إلى مواقع الإجماع. ولأنه لم يمت رسول الله ﷺ حتى أكمل الله به الدين وأتم به النعمة على الـمسلمين؛ باع واشترى، وأجر واستأجر، ونكح وطلق، وحارب وسالـم. وأنزل الله عليه في حجة الوداع وهو واقف بعرفة: ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗا﴾ [الـمائدة: 3]. وخطب الناس فقال: «لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلا هَالِكٌ». فشريعته كاملة شاملة صالحة لحل جميع مشاكل العالـم، ما وقع في هذا الزمان، وما سيقع في الزمان القابل، ولا يأتي صاحب باطل بحجة ولا مشكلة من مشكلات العصر إلا وفي القرآن والسنة بيان حلها وطريق الهدى من الضلال فيها.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من مجلد " الحكم الجامعة (1) " / (7) نظَام شَرع الإسلام وكونه صَالحًا لكلّ زَمانٍ ومَكان - المجلد (6)