القرآن معجزة النبي صلى الله عليه وسلم الخالدة
كان العرب يسمون الرسول الصابئ؛ من أجل أن الناس يصبون إليه؛ أي يميلون إليه ويدخلون في دينه. ومثله (أي مثل ما سبق من المعجزات) ما جرى له (صلى الله عليه وسلم) مع شاة أم معبد وكانت عجفاء هزيلة لا تطيق الـمشي مع الصحاح، فمسح ضرعها، وسمى الله عليها؛ فتفاجت، واجترت، ودرت، ثم انفجرت باللبن .
سلوا أختكم عن شاتها وإنائها
فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد
لكن الـمعجزة الخالدة الدائمة إلى يوم القيامة هي معجزة القرآن الحكيم، الذي تحدى الله به جميع الأولين والآخرين، على أن يأتوا بسورة من مثله، فعجزوا مع بلاغتهم، وشدة فصاحتهم ﴿قُل لَّئِنِ ٱجۡتَمَعَتِ ٱلۡإِنسُ وَٱلۡجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأۡتُواْ بِمِثۡلِ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لَا يَأۡتُونَ بِمِثۡلِهِۦ وَلَوۡ كَانَ بَعۡضُهُمۡ لِبَعۡضٖ ظَهِيرٗا ٨٨﴾ [الإسراء: 88].
فهو معجزة الدهور، وآية العصور، وسفر السعادة، ودستور العدالة، وقانون الفريضة والفضيلة، والواقي من الرذيلة. وفي الصحيحين أن النبي ﷺ قال: «إنه ما من نبي إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن به البشر، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِى أُوتِيتُ وَحْيًا أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَىَّ فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» .
الله أكبر إن دين محمد
وكتابه أقوى وأقوم قيلا
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
" الحكم الجامعة 1 " / 2 الإسراء والمعراج وبيَان مُعْجزات الأنبيَاء - المجلد 6