 
      
        المحبة الطبيعية لا تغني عن المحبة الدينية
        ولقد علمنا أن هؤلاء الذين يحتفلون بالـمولد ويتجمعون فيه، وينفقون النفقات في سبيله، أن قصدهم محبة الرسول ﷺ وتعظيم أمره، بإحياء ذكرى مولده كل عام، لكن حسن الـمقاصد لا يبيح فعل البدع، والـمحبة الطبيعية لا تغني عن الـمحبة الدينية شيئًا.
فهذا أبو طالب عم الرسول ﷺ كان يحب رسول الله أشد الحب، وقد تربى رسول الله ﷺ في حجره وبالغ في حمايته ونصرته، وشهد بصدق نبوته، لكنه لما لم يطع رسول الله ﷺ في أمره، ولم يجتنب نهيه، ولم يدخل في دينه، حشر يوم القيامة في ضحضاح من نار يغلي منها دماغه جزاء على كفره. وقد نُهي رسول الله ﷺ أن يستغفر له.
ولما ادعى الناس محبة الله ورسوله أنزل الله عليهم آية الـمحبة ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٣١﴾ [آلعمران: 31]. ومن الـمشاهد بالاعتبار والتجربة، أن البدع ينبوع كل شر، يقود بعضها إلى بعض، حتى تكون الآخرة شرًّا من الأولى.
       
      
              
          الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
         
      
              
          "  الحكم الجامعة (1) "  /   (1)  مَولد الرّسول ﷺ وعموم بركة بعثته -  المجلد (6)
         
            