بعض العلماء يشمئز مما يخالف رأيه واعتقادة
إن بعض علمائنا عندما يرى أحدهم شيئًا من الرسائل أو البحوث الصادرة من علماء الأمصار المتأخرين، وهي تعالج شيئًا من المشاكل الهامة التي يشتد الخلاف فيها، ويهتم كل الناس بأمرها، كمسألة المهـدي ونحوها، فلا يعطي هذه الرسالة شيئًا من الاهتمام والنظر، خصوصًا عندما يعرف أنها تخالف رأيه واعتقاده، فإنه يشمئز منها، وينفر عنها، وتشتد كراهيته لها وربما قال: إن هؤلاء ليسوا بشيء، حتى لا يكاد يراها ولا يسمعها، لكون الإنسان إذا اشتدت كراهيته للشيء فإنه لا يكاد يراه ويسمعه، وقد مدح الله الذي جاء بالصدق وصدق به، والذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، فهؤلاء قد حرموا أنفسهم خيرًا كثيرًا، وعلمًا غزيرًا، فإن من واجبهم تلقي هذه العلوم والبحوث بالرحب وسعة الصدر، وتدبر وتفكر في مدلولها.. ثم التزود مما طاب لهم منها ليزدادوا علمًا إلى علمهم، وعسى أن يفتح لهم من العلوم والفنون ما لم يكونوا يحتسبون، لأن العلم شجون يستدعي بعضه بعضًا... ﴿وَقُل رَّبِّ زِدۡنِي عِلۡمٗا ١١٤﴾ [طه: 114].
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - لا مهدي يُنتظر بعد الرسول محمد ﷺ خير البشر / محاربة أكثر علماء الأمصار لاعتقاد ظهور المهدي - المجلد (1)