تعظيم الـمولد هو من محدثات الأمور

وكان النبي ﷺ يقول في خطبته: «إِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ﷺ، وَشَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا» فتعظيم الـمولد هو من محدثات الأمور، وتعظيم الإسراء والـمعراج في رجب هو من محدثات الأمور، وتعظيم النصف من شعبان هو من محدثات الأمور، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، فاتبعوا ولا تبتدعوا. وذكر صاحب كتاب الإبداع في مضار الابتداع: إن أول من أحدث بدعة الـمولد هم الفاطميون أهل مصر، لما رأوا النصارى يعظمون مولد الـمسيح ويجعلونه عيدًا لهم، بحيث يعطلون فيه الأعمال والـمتاجر، أرادوا أن يضاهوهم على بدعتهم بتعظيم مولد الرسول ﷺ وتعطيل الأعمال والـمتاجر فيه. قابلوا بدعة ببدعة، ومنكرًا بمنكر، فعلى من سنَّها وزرُ من عمل بها إلى يوم الحشر والنشور. فتعظيم الـمولد هو من تقليد النصارى والتشبه بهم، وليس من الإسلام ولا من عمل السلف الصالح الكرام في شيء. وقد قيل: ثلاث تشقى بهن الدار الـمولد والـمأتم والزار ولما أراد الصحابة الكرام أن يضيفوا تاريخًا للإسلام يعرفون به حوادث الزمان عدلوا عن التاريخ بمولد الرسول ﷺ؛ لكونه من صنيع النصارى والتشبه بهم، وأجمعوا على بداية التاريخ بهجرة الرسول ﷺ؛ لأنه الزمان الذي أعز الله به الإسلام ونصر، وأذل به الباطل وكسر.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
" الحكم الجامعة (1) " / (1) مَولد الرّسول ﷺ وعموم بركة بعثته - المجلد (6)