تفسير قوله تعالى: ﴿يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِ وَيُزَكِّيهِمۡۦ وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ ﴾

قال (تعالى): ﴿يَتۡلُواْ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتِهِۦ﴾ القرآنية، ويفسرها لهم، ويسألونه عما أشكل عليهم منها. قال ابن مسعود: كنا إذا تعلمنا عشر آيات، لم نتجاوزهن حتى نتعلم معانيهن، والعمل بهن . فهم يتعلمون القراءة والعلم والعمل معًا. ثم قال: ﴿وَيُزَكِّيهِمۡ﴾ أي بالـمحافظة على الفرائض والفضائل، والتنزه عن منكرات الأخلاق والرذائل، لأن هذه هي التي تزكي النفوس وتشرفها، وتنشر في العالـمين فخرها. ﴿قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّاهَا ٩ وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّاهَا ١٠﴾ [الشمس: 9-10]. وما النفس إلا حيث يجعلها الفتى فكن طالبًا للنفس أعلى الـمراتب ثم قال: ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ وَٱلۡحِكۡمَةَ﴾ فالكتاب هو القرآن، والحكمة هي السنة فكان الصحابة يتعلمون السنة من النبي ﷺ كما يتعلمون القرآن. والنبي ﷺ قال: «أَلاَ إِنِّى أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ أَلاَ يُوشِكُ رَجُلٌ شَبْعَانُ عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِهَذَا الْقُرْآنِ فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلاَلٍ فَأَحِلُّوهُ وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، أَلا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ كمَا حَرَّمَ اللَّهُ» .
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
" الحكم الجامعة 1 " / 1 مَولد الرّسول ﷺ وعموم بركة بعثته - المجلد 6