العدل هو قوام الدنيا والدين وصلاح الـمخلوقين

العدل هو قوام الدنيا والدين وصلاح الـمخلوقين وله وضعت الـموازين، وهو الإلف الـمألوف الـمؤمن من كل مخوف. به تألفت القلوب والتأمت الشعوب وشمل الناس الصلاح واتصلت بهم أسباب النجاح والفلاح، وهو مأخوذ من العدل والاستواء الـمجانب للجنف والجور والالتواء، وحقيقته وضع الأمور في مواضعها وأخذ الأموال من حلها وصرفها في حقها، فحقيق بمن ملّكه الله بلاده وحكّمه على عباده أن يكون لنفسه مالكًا وللغيظ كاظمًا وللظلم تاركًا وللعدل في حالة السراء والضراء مظهرًا ومؤثرًا، فإذا فعل ذلك ألزم القلوب طاعته والنفوس محبته، وأشرق بنور عدله زمانه، وكثر على عدوه أنصاره وأعوانه وما أحسن ما قيل: لكل ولاية لا بد عزل وصرف الدهر عقد ثم حل وأحسن سيرة تبقى لوال مدى الأيام إحسان وعدل
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الأمراء المسلطون " / العدل والإمام العادل - المجلد (5)