ابن حمدان لما أعوزه الحصول على الدلائل الـمقتضية للصحة والتحقيق أخذ في التمويه والتضليل

قال (ابن حمدان) في النقض ص 39: قال في الدر الـمنثور: أخرج ابن أبي داود عن مجاهد قال: كان الـمقام إلى لزق البيت فقال عمر: يا رسول الله، لو نحيته عن البيت ليصلي إليه الناس ففعل ذلك رسول الله وأنزل الله آية: ﴿وَٱتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبۡرَٰهِ‍ۧمَ مُصَلّٗى﴾. قال علي بن الـمديني: مرسلات مجاهد أحب إلي من مرسلات عطاء بكثير، كان عطاء يأخذ من كل ضرب. انتهى. فالجواب: إن صاحب النقض لما أعوزه الحصول على الدلائل الـمقتضية للصحة والتحقيق أخذ في هذا السلوك لقصد التمويه والتضليل على حد ما قيل: إذا لم تغلب فاخلب. وهذا الدر الـمنثور الذي نقل هذا الأثر منه هو من مؤلفات السيوطي عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي الـمتوفى في سنة "911هـ" فسر فيه القرآن بالـمأثور، أي بالآثار الـمسندة عن رسول الله ﷺ وعن السلف، ومن أجل أنه يضيق عليه الـمقام من تطبيق الآثار على القرآن صار يستشهد بكل ما يجد من أثر ضعيف وجيد.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " تحقيق المقال في جواز تحويل المقام لضرورة توسعة المطاف بالبيت الحرام " / الفصل الحادي عشر - المجلد (5)