لم يقع من الصحابة الزحام على مواقع أقدام رسول الله في الـمقام لفقههم الراسخ أن الـمسجد الحرام كله مقام إبراهيم
فهؤلاء (أي الصحابة) على كثرتهم رجالهم ونسائهم قد انتشروا في الـمسجد الحرام كل واحد منهم يصلي ركعتي الطواف، ورسول الله ﷺ ينظر إليهم بعين الرضا عنهم ويصدق عليهم أنهم قد اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى؛ لأن النبي ﷺ لم يعين لهذه الصلاة مكانًا محدودًا، ولم يأمر أحدًا بالتقدم إلى مكانه ولا القيام مقامه، ولم يقع منهم الزحام على مواقع أقدام رسول الله في الـمقام لفقههم الراسخ وعلمهم الواسع أن الـمسجد الحرام كله مقام إبراهيم.
وهذه معجزة من معجزات النبوة، إذ لو أمرهم بالتقدم إلى مكانه أو جعل مكانًا معينًا لهذه الصلاة، لوقع الناس في الشدة والـمشقة التي تنافيها شريعته السمحة.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " تحقيق المقال في جواز تحويل المقام لضرورة توسعة المطاف بالبيت الحرام " / الفصل الثالث - المجلد (5)