حب الأقدمين محفوف بالعفاف بخلاف أهل هذا العصر

هذه الـمحاورة الواقعة بين الحجاج وبين ليلى الأخيلية تعطي الطلاب والطالبات شيئًا من شرف أخلاق القدامى، وكون حبهم وعشقهم محفوفًا بالعفاف والإحسان، فهم يعدون النكاح الواقع بين الـمحبِّ ومحبوبته أنه رذالة ونذالة، وقد قيل: إذا نكح الحبُّ فسد. ولهذا قالت ليلى الأخيلية: وذي حاجةٍ قلنا له لا تبحْ بها فليس إليها ما حييت سبيل لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه وأنت لأخرى صاحب وخليل بخلاف الـمحبين من أهل هذا العصر، فإن غاية حب أحدهم لمعشوقته هو غزو ما سفل من خَلْقها وأخلاقها، لهذا لا تدوم الـمحبة بينهما لكون الرجل يعرض له من يرغب في حبه فينصرم حبله عن معشوقته، كما أن الـمرأة قد يعرض لها من ترغب في حبه فتنصرف عن معشوقها لعدم استدامة صلة ما بينهما، كما قيل: علقتها عرضًا وعلقت رجلاً غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الغناء وما عسى أن يقال فيه من الحظر أو الإباحة " / حديث ليلى الأخيَليَّة مع الحجَّاج بن يوسف - المجلد (5)