تعليق الشيخ ابن زيد على بعض أبيات قصيدة كعب بن زهير رضي الله عنه
وسعاد هي عروس الشاعر.
وهي تدل بفحواها - مع محبته لها - على أن رسول الله ﷺ أحب وأجل منها، وقد قال أهل الأدب إذا كان مدح فالنسيب مقدم؛ ومعنى بانت سعاد: فارقت، وقلبي اليوم متبول: أي هيَّمه الحب، متيم، أي: مُعَبَّد، إثرها: أي في طلبها، لم يُفد مكبول أي: أسير الحب لم تفده بوصل ثم قال:
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا
إلا أغن غضيض الطرف مكحول
إن من عادة الأعراب إذا انتقلوا من منزل إلى منزل آخر فإن الـمرأة تتجمل غاية التجمل، ومنه تكحيل عينيها لعلمها أن الناس سينظرون إليها، ثم قال:
هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة
لا يُشتكى قِصـر منها ولا طول
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت
كأنه مَنهل بالراح معلول
ثم ليتأمل العاقل وصف هذا الشاعر لزوجته أو لعروسه بمسمع من رسول الله ﷺ وقد أجازه، فوصفها بأنها هيفاء، أي ضامرة البطن ويعدونها من محاسن الـمرأة ثم قال: عجزاء مدبرة، فوصفها بكبر عجيزتها لكون الرجل قصاب يحب الحسن والسمن، لا يُشتكى منها قصر، لكون شر النساء القصار الحباتر، ولا طول لكون الـمرأة إذا تجاوزت الطول الـمعتاد فإنها تكون مشوهة، ثم وصف ثغرها فقال: تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت، فالعوارض هي: البراطم، والظَلْم بالفتح هو: ماء يخرج من أسنان الأبكار، ووصف حلاوته بماء الـمطر الـممزوج بالراح، أي الخمر، أي من شدة حلاوته، ولم ينكر النبي ﷺ عليه شيئًا من ذلك:
فعانِق وقبل وارتشف من رضابها
فعدلك عن ظلم الحبيب هو الظلم
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الغناء وما عسى أن يقال فيه من الحظر أو الإباحة " / [سؤال عن قول عمر رضي الله عنه: الغناء زاد المسافر. والجواب عنه] - المجلد (5)