دعاء جبلة للجواري المغنيات وسماع رسول عمر غناءهن

فتحدثنا مليًّا ثم أومأ إلى غلام على رأسه فولّى يحضر، فما شعرت إلا بعشر جوار يتكسرن من الحلي ثم قال للجواري: أطربنني، فخفقن بعيدانهن يغنين: لله دَر عصابة نادَمتُهم يومًا بجلَّق في الزمان الأول بيض الوجوه كريمة أحسابهم شُمّ الأنوف من الطراز الأول يغشون حتى لا تهرّ كلابُهم لا يسألون عن السواد الـمقبل فاستهل واستبشر وطرب ثم قال: زدننا فاندفعن يغنين: لـمن الدار أقفرت بمعان بين شاطئ اليرموك فالصمان فحمى جاسم فأودية الصفر مغنى قبائل وهجان فالقريات من بلاس فداريـ ـيا فسكاء فالقصور الدواني ذاك مغنى لآل جفنة في الدهـ ـر وحق تعاقب الأزمان قد دنا الفصح فالولائد ينظمـ ـن سراعًا أكلة الـمرجان لم يعللن بالـمغافير والصمـ ـغ ولا نقف حنظل الشـريان قد أراني هناك حَقَّ مكينٍ عند ذي التاج مقعدي ومكاني فقال أتعرف هذه الـمنازل؟ قلت: لا. قال: هذه منازلنا في ملكنا بأكناف دمشق، وهذا شعر ابن الفريعة حسان بن ثابت. قلت: أما إنه مضرور البصر كبير السن.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من هامش في رسالة " الغناء وما عسى أن يقال فيه من الحظر أو الإباحة " / [سؤال عن قول عمر رضي الله عنه: الغناء زاد المسافر. والجواب عنه] - المجلد (5)