غناء الصحابة وارتجازهم في بناء المسجد
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم عند بنائهم لـمسجد النبي ﷺ يغنون ويرتجزون بقولهم:
والله لولا الله ما اهتدينا
ولا تصدَّقنا ولا صلينا
فأنزِلنْ سكينة علينا
وثبتِ الأقدام إنْ لاقينا
إن الألى لقد بغوْا علينا
إذا أرادوا فتنة أبينا
يرفعون بذلك أصواتهم أبينا... أبينا. وأحيانًا يقولون:
نحن الذين بايعوا محمدا
على الجهاد ما بقينا أبدا
ورسول الله يجيبهم بقوله:
«اللَّهُمَّ لا عَيْشَ إِلا عَيْشُ الآخِرَةِ، فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ، وَالْمُهَاجِرَةِ».
وهذا ليس بشعر؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿وَمَا عَلَّمۡنَٰهُ ٱلشِّعۡرَ وَمَا يَنۢبَغِي لَهُۥٓ﴾ [يس: 69]. وإنما هي كلمة جرت على لسانه لم يقصد بها شعرًا، ومن شرط الشعر أن يكون مقصودًا. ومثله قوله: «هَلْ أَنْتِ إِلا إِصْبَعٌ دَمِيتِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ مَا لَقِيتِ».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الغناء وما عسى أن يقال فيه من الحظر أو الإباحة " / [سؤال عن قول عمر رضي الله عنه: الغناء زاد المسافر. والجواب عنه] - المجلد (5)