الغناء كله مباح للمسافر وغير الـمسافر

سؤال وُجه إليّ عن قول عمر رضي الله عنه: الغناء زاد الـمسافر. هل هذا القول صحيح عنه أو غير صحيح؟ والجواب يُعرف مما يلي: إننا لسنا من الـمقلّدين لأحد في قول يقوله ويرتضيه وإنما نبحث عن الحق في مظانه ثم نقول به، وقول عمر هذا: الغناء زاد الـمسافر. لم نقف على سنده، وعلى فرض صحته أو عدم صحته فإن الغناء للمسافر مباح وليس بحرام، بل الغناء كله مباح للمسافر وغير الـمسافر، وضرب الطبل عليه كله مباح، إلا إذا صَدَّ عن ذكر الله وعن الصلاة، أو شجع على انتهاك الـمحرمات أو شرب الـمسكرات، وماعدا ذلك فإنه مباح بلا شك، لأنه من لهو الدنيا الذي ذكره الله في كتابه بقوله: ﴿ٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا لَعِبٞ وَلَهۡوٞ﴾ [الحديد: 20]. ونظيره قوله تعالى: ﴿وَإِذَا رَأَوۡاْ تِجَٰرَةً أَوۡ لَهۡوًا ٱنفَضُّوٓاْ إِلَيۡهَا وَتَرَكُوكَ قَآئِمٗا﴾ [الجمعة: 11]. وهذا اللهو الذي ذكره الله هو أن دحية بن خليفة الكلبي لما قدم بالعير من الشام أخذوا يضربون بالدف ليعلموا الناس بوصول العير.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الغناء وما عسى أن يقال فيه من الحظر أو الإباحة " / [سؤال عن قول عمر رضي الله عنه: الغناء زاد المسافر. والجواب عنه] - المجلد (5)