كان صلى الله عليه وسلم يتقي أسباب البلاء ويأمر بالتباعد عن مواقع الوباء

كان النبي ﷺ يأكل من الطعام ما عرض عليه، فلا يتكلف مفقودًا ولا يرد موجودًا، أما الـماء فكان يحرص على نقاوته، ولهذا كان يستعذب له الـماء من السقيا، وهي تقع على أربعة أميال من الـمدينة. فرسول الله ﷺ مع قوة إيمانه وتوكله على الله كان يتقي أسباب البلاء ويأمر بالتباعد عن مواقع الوباء، ويقول: «لَا يُورِد مُمْرِض عَلَى مُصِحّ»، وقال: «إذا وَقَع الْوَبَاءَ بِأَرْضٍ فَلاَ تَقْدَمُوا عَلَيْهِ»، وقال: «فِرَّ مِنَ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنَ الأَسَدِ»، وجاءه قوم وقالوا: يا رسول الله إن لنا بلدًا هي ريفنا ومصيفنا وإنا إذا نزلناها نحفت أجسامنا وقل عددنا. فقال رسول الله: «اتركوها ذميمة فَإِنَّ مِنَ الْقَرَفِ التَّلَفَ»، فهذه تعتبر من باب اجتناب الأسباب التي جعلها الله أسبابًا للهلاك والأذى.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " حجر ثمود ليس حجرًا محجورًا " / المشكِلة الثالثة: شرب ماء آبار الحجر والوضوء به - المجلد (5)