المنكرون يرون أن العلم الصحيح هو فيما حفظوه من كتب مذهبهم

من ذلك الإنكار الصادر من فضيلة الشيخ (يعني الشيخ عبد العزيز بن رشيد) علينا في القول بعدم مشروعية الأضحية عن الـميت، ونحن على ثقة من اليقين بصحة ما قلنا، وأن الأضحية إنما شرعت في حق الحي لا الـميت، فذكر في إنكاره أننا أتينا بهذا القول من قبل أنفسنا، وأننا نحاول به رد كلام علماء الـمسلمين، وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على أن هؤلاء الـمنكرين لهذا القول قد قصروا علومهم وأفهامهم على التفقه في قواعد مذهبهم، ولم يتوسعوا عنه إلى النظر في غيره من كتب الخلاف والـمذاهب، فصاروا يستغربون كل قول يخالف رأيهم ومذهبهم، كأنهم يرون أن العلم الصحيح هو فيما حفظوه من مختصر الـمقنع أو الإقناع أو الـمنتهى وغيرها من كتب الـمذهب، فمثلهم كمثل من يخط شبه حلقة الخمس ثم يضع إصبعه وسطه ويقول: العلم ههنا، وما خرج عنه فجهل.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة "مباحث التحقيق مع الصاحب الصَّدِيقِ " / فصل في الرد على ادعاءات الشيخ عبد العزبز بن ناصر - المجلد (5)