لا يوجد في مذهب الحنابلة من إمام المذهب إلى القرن الثامن قول بمشروعية الأضحية عن الميت
قدماء فقهاء الحنابلة من لدن القرن الثاني الذي فيه الإمام أحمد إلى القرن الثامن الذي فيه شيخ الإسلام، لم يحفظ عن أحد منهم ولم نجد في شيء من كتبهم القـول بمشروعيـة الأضحيـة عن الـميت إلى أن نسب إلى شيـخ الإسلام ابن تيميـة -رحمه الله- القول باستحبابها، ثم أخذها صاحبا الإقناع والـمنتهى فأدخلاها على الـمذهب في القرن الحادي عشر، حيث قالا: وأضحية عن ميت أفضل منها عن حي. وفي الإقناع: وذبحها ولو عن ميت أفضل من الصدقة بثمنها.
وقد علمنا أن قولهما في استحباب الأضحية عن الـميت أنه قد طبع وانتشر واشتهر وحفلت به الجماهير والخلق الكثير ورسخت حقيقته في ذهن الصغير والكبير إلى حالة أنهم صاروا يضحون لموتاهم وينسون أنفسهم على نسبة عكسية من مشروعية الأضحية.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " الدّلائلُ العَقليَّة وَالنقليَّة في تفضيل الصّدقة عَن الميِّت على الضحيَّة وَهَل الضحيّة عَن المَيت شَرعيَّة أو غَير شَرعيَّة " / الوجه الثامن - المجلد (5)