ما كل فتوى تستحق القبول والعمل بها

فدعوى المنتجين لهذا الفيلم (الذي يمثل صورة النبي صلى الله عليه وسلم وكلامه) بأن الرسول عليه السلام وأهل بيته لن يظهروا لا صوتًا ولا صورة فهذا قول منهم ولا يلزم أن يتقيدوا به دائمًا، ولا أن يتقيد به غيرهم متى كان الباب مفتوحًا والمجال مفسوحًا، ومن العادة أن كل مشروع يشتمل على أمر محرم كهذا بحيث تشمئز منه نفوس الناس وتنكره قلوبهم فإنهم يلطفونه في ابتدائه بما يستدعي قبوله وعدم النفرة منه بأنواع من التلبيس والتدليس بالحق ثم يتدرج من سيئ إلى أسوأ حتى ينتهي إلى غايته في الشر، وملاك الأمر خواتمه. وأما قولهم بأنه صدر في إباحته فتوى من بعض العلماء فلا يبعد وقوع هذه الفتوى، وما كل فتوى تستحق القبول والعمل بها، وما كل من أمسك الكتاب حكيم، وكم كلمة قالت لصاحبها: دعني. وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها وقد شبهوا زلة العالم بغرق السفينة يغرق بغرقها الخلق الكثير.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " منع تصوير شخصية الرسول ﷺ وكلامه وحركاته " - المجلد (4)