قد ذكر الله الأسباب وذكر النجـاح فيها
قد ذكر الله الأسباب وذكر النجـاح فيها في أربـع آيـات متـواليـات فقال: ﴿وَيَسَۡٔلُونَكَ عَن ذِي ٱلۡقَرۡنَيۡنِۖ قُلۡ سَأَتۡلُواْ عَلَيۡكُم مِّنۡهُ ذِكۡرًا ٨٣ إِنَّا مَكَّنَّا لَهُۥ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَءَاتَيۡنَٰهُ مِن كُلِّ شَيۡءٖ سَبَبٗا ٨٤ فَأَتۡبَعَ سَبَبًا ٨٥﴾ [الكهف: 83-85]. وفي الآية الثالثة: ﴿ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا ٨٩﴾ [الكهف: 89]. وفي الآية الرابعة: ﴿ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا ٩٢﴾ [الكهف: 92]. فذكر الله عن ذي القرنين من اتباعه للأسباب والوسائل التي تمكن بها من السيادة على جميع الأرض وأهلها، قال ابن عباس: ﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُۥ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَءَاتَيۡنَٰهُ مِن كُلِّ شَيۡءٖ سَبَبٗا ٨٤﴾. أي من كل شيءٍ علمًا . يتسبب به إلى ما يريد؛ لأَن السبب في اللغة هو كل شيءٍ يتوصل به إلى غيره، فالإسلام دين العلم والعقل والفكر والحكمة، يأْمر باستخدام الأَسباب والاحتفال بها، كما قيل:
ما أنت بالسبب الضعيف وإنما
نجح الأمور بقوة الأسباب