إعراض الناس عن هداية الأنبياء هو سبب ما ابتلوا به من الشرك والكفر
إن ما ابتلي الناس به من الشرك والكفر وعبادة الأصنام ما كان ذلك إلا من أجل إعراضهم عن هداية الأنبياء وعدم الإيمان بهم واعتمادهـم على آرائهم وعقولهم.
إن المسلم متى آمن بالله القادر على كل شيء لم يعسر عليه التسليم بكل ما أخبر الله في كتابه من العجائب، كعجيبة خلق آدم من تراب، ثم خلق حواء من ضلع آدم، ثم خلق المسيح من أم بلا أب إذ لا بد للرسل من العجائب لتعزيز دينهم وتصديق دعوتهم، ولولا حكاية القرآن لآيات الله التي أيد الله بها موسى وعيسى لكذب الناس بهما وبمعجزاتهما وبالكتب النازلة عليهما.
إنه لا يمكن إثبات آيات النبيين السابقين إلا بثبوت نبوة محمد ﷺ والتصديق بهذا القرآن النازل عليه، الذي يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون، وأنه لهدى ورحمة للمؤمنين. فإن من آيات الله ما يجري على سنته العامة المطردة في الخلق والتكوين، ومنها ما يجري على خلاف السنن المعروفة للبشر، مما يدل على قدرته على كل شيء، وأنه فعال لما يريد وأن لله سبحانه خرق العادات.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - وجوب الإيمان بكل ما أخبر به القرآن من معجزات الأنبياء عليهم السلام / [ لم كانت المعجزات؟ ] - المجلد 1