أنواع النفاق

فالذي يعتقد إنكار وجود الرب والتكذيب بالملائكة والتكذيب بالنبيين أو بالمعجزات التي أيدهم الله بها وأثبتها القرآن، أو التكذيب بالبعث بعد الموت أو الجنة والنار ويكتم هذا الاعتقاد في نفسه ولا يظهره للناس، فهذا هو المنافق الذي منزلته في الدرك الأسفل من النار.. لكنه يعامل معاملة المسلمين المؤمنين في الدنيا، ويسمى هذا النفاق الاعتقادي وهو النفاق الأكبر. أما النفاق العملي فهو مثل ما ورد في الصحيحين أن النبي ﷺ قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدّثَ كذب، وإذا وَعَدَ أخلف، وإذا ائتُمِن خان». وعن عبد الله ابن عمرو بن العاص، أن النبيﷺ قال: «أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر، وإذا ائتمن خان». وزاد مسلم: «وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم». فهذا نفاق عملي، ويسمى النفاق الأصغر؛ لأن حقيقة النفاق هو إظهار الخير وإبطان الشر، فبعضه أشد من بعض، وهذا النفاق لا يخرج عن الملة، بل صاحبه تحت مشيئة الله، إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه كسائر عصاة الموحدين..
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - القول السديد في تحقيق الأمر المفيد / [ المدرك التاسع: الاستدلال بحديث "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن" على التفريق بين الإسلام والإيمان غير صحيح ] - المجلد 1