أقسام الناس في فهم حديث احتجاج آدم بالقدر

قال شيخ الإسلام ابن تيميّة في رسالة الاحتجاج بالقدر: قد ظن كثير من الناس أن آدم احتج بالقدر السابق على نفي الملام على الذنب، ثم صاروا لأجل هذا الظن ثلاثة أحزاب: فريق كذبوا بهذا الحديث لأنه من المعلوم بالاضطرار أن هذا خلاف ما جاءت به الرسل، ولا ريب أنه يمتنع أن يكون هذا مراد الحديث، ويجب تنزيه الرسولﷺ بل وجميع الأنبياء أن يجعلوا القدر حجة لمن عصى الله ورسوله. وفريق تأولوه بتأويلات معلومة الفساد. كقولهم: إنما حجه لأنه كان أباه والابن لا يلوم أباه. وقول بعضهم: إن الملام كان بعد التوبة وهو لا معنى له. وقول بعضهم: إن هذا تختلف فيه دار الدنيا والآخرة. وفريق ثالث جعلوه عمدة في سقوط الملام عن المخالفين لأمر الله ورسوله، فالواحد من هؤلاء إذا أذنب أخذ يحتج بالقدر، ولو أذنب غيره أو ظلمه لم يعذره، وهؤلاء هم الظالمون المعتدون.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الإيمان بالقضاء والقدر على طريقة أهل السنة والأثر / " كتابـة المقَـادير [ اختلاف العلماء في حديث احتجاج آدم وموسى ] " - المجلد 1