بيع الأوراق المالية إلى أجل يفضي إلى انقطاع الإرفاق الذي شرعه الله

إن صاحب الدراهم كصاحب البنك وغيره متى انفتح له باب الطمع في بيعها (يعني الأوراق المالية) إلى أجل ثم يجري المراباة بها فإنه يتحصل على الزيادة بطريق الربا بدون تعب ولا مشقه ولا رضا من المدين فيفضي إلى انقطاع الإرفاق الذي شرعه الله.. بقوله: ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسۡرَةٖ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيۡسَرَةٖ﴾ [البقرة: 280]. لأن الناس متى انفتح لهم باب استدانة النقود فإنه يسهل عليهم استدانتها عند أدنى سبب، فتتراكم الديون على الشخص من حيث لا يحتسب، فيقع أولا في ربا الفضل ثم يقوده إلى ربا النسيئة، والعاقبة إلزامه بالمأثم والمغرم الذي استعاذ منه النبي ﷺ.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
من رسالة " تحريم الربا بأنواعه " - المجلد (4)