أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يأمر أزواجه وبناته وجميع نساء المؤمنين بالستر

وفي الختام فإنه لو لم يكن عندنا في هذا الموضوع سوى قوله سبحانه: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ ذَٰلِكَ أَدۡنَىٰٓ أَن يُعۡرَفۡنَ فَلَا يُؤۡذَيۡنَ﴾ [الأحزاب: 59]. لكفانا، فقد أمر الله نساء النبي وبناته ونساء المؤمنين بأن يدنين عليهن من جلابيبهن، والجلباب هو الملحفة يشبه الرداء أو يشبه العباءة تضعه المرأة فوق خمار رأسها، فإذا مر بها أحد من الأجانب سدلته على وجهها بحيث لا تبقي من وجهها سوى العين التي تبصر بها الطريق، ويعلم الناس بأنها حرة فيحترمونها، وهذا معنى البرقع والنقاب كما في شعر الخفاجي في معشوقته ليلى الأخيلية حيث قال: وكنت إذا ما زرتُ ليلى تبرقعتْ وقد رَابَني منها الغداةَ سفورُها وذلك أنها لم تسفر بوجهها إلا في حالة غضبها عليه حين زارها والناس حاضرون ينظرون إليه، فأرادت إبعاده عنها، وقد عَرَفَ ذلك، وأنها إنما كشفت وجهها في حالة غضبها عليه.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - القول السَّديد في بيان بطلان محاضرة عبد الحميد - المجلد (3)