وجود التجارة والتجار في البلاد رحمة

فالتجار الذين يتعاملون بالربا، وقد يتجرون في الخمر ولحم الخنزير، ثم يصرون على منع زكاتهم، فهؤلاء هم التجار الذين يبعثون يوم القيامة فجارًا؛ لكون الفجور هو التوسع في أعمال الشرور، وهو منطبق على وصفهم. كما أن الأبرار هم المتوسعون في أعمال الخير والبر والصلاح، قال سبحانه: ﴿إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِي نَعِيمٖ ١٣ وَإِنَّ ٱلۡفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٖ ١٤﴾ [الإنفطار: 13-14]. فالأبرار في نعيم في الدنيا وفي الآخرة، والفجار في جحيم في الدنيا وفي الآخرة. وعلى كل حال إن وجود التجارة والتجار في البلاد رحمة من الله للعباد، مهما كانت صبغتهم وصفتهم؛ لكون الناس يتصلون بهم في حاجاتهم، وكانت اليهود هم أكثر تجار المدينة زمن النبيﷺ وقد توفي النبي ﷺ ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين وسقًا من شعير.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الاشتراكية الماركسية ومقاصدها السيئة / " التجارة وعموم نفعها وحاجة الدولة والمجتمع إليها " - المجلد (3)