تقع المقادير بتوفر الأسباب المترتبة على وقوعها
فهو (فالله) سبحانه يعلم بالمصيبة قبل وقوعها. وعلمه سبحانه بها ليس هو الذي أوقع المصاب في المصيبة وإنما وقعت بالأسباب المترتبة على وقوعها، فإن كان وقوعها بسبب تقصير من الشخص بإهمال الأسباب والوسائل التي تقيه من الوقوع فيها ويأمره دينه باستعمالها، فإنه ملام على تقصيره في حماية نفسه وعدم استعماله للأسباب الطبيعية التي تحفظه ﴿وَمَآ أَصَٰبَكُم مِّن مُّصِيبَةٖ فَبِمَا كَسَبَتۡ أَيۡدِيكُمۡ﴾ [الشورى: 30]. وإن كان لا طاقة له بدفع هذه المصيبة فإنه معذور ويلجأ إلى قوله: «قدر الله وما شاء فعل» والنبيﷺ في الحديث الصحيح قال: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا كان كذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الإيمان بالقضاء والقدر على طريقة أهل السنة والأثر / " كتابـة المقَـادير [اختراع هذا المخلوق بصنعته آلات تكتب كل ما تسمعه وتحصي حساب الداخل والخارج من مصاريف الماء والكهرباء بدون قلم ولا مداد وصنع الله الذي أتقن كل شيء هو أعلا وأجل] " - المجلد (1)