عداوة الغساسنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتهيؤهم لحربه

وكانت غسان هم ملوك عرب الشام وكانوا حربًا لرسول الله، قال شجاع (يعني شجاع بن وهب رضي الله عنه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحارث بن أبي شمر الغساني يدعوه إلى الإسلام): فوجدتهم (يعني الروم ومتنصري العرب) ينعلون خيولهم لمحاربة رسول الله وأصحابه: فانتهيت إليه وهو في غوطة دمشق وهو مشغول بتهيئة الأنزال والألطاف لقدوم قيصر، وقد أقبل من حمص إلى إيلياء (القدس)، قال: فأقمت على بابه يومين أو ثلاثة، قلت لحاجبه: إني رسول رسول الله إليه. قال: إنك لا تصل إليه حتى يخرج يوم كذا وكذا. وجعل حاجبه وكان روميًّا يسألني عن رسول الله، فكنت أحدثه عنه وما يدعو إليه، فيرق قلبه حتى يغلب عليه البكاء ويقول: إني قرأت الإنجيل فأجد صفة هذا النبي بعينه، فأنا أومن به وأصدقه لكني أخاف من الحارث أن يقتلني متى علم بإسلامي.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الملحق بكتاب الجهاد المشروع في الإسلام / "حروب الصحابة لفارس والروم" - المجلد (3)