وقائع توقيع صلح الحديبية
ولما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) : «اكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله سهيل بن عمرو». قال (سهيل بن عمرو): لا تكتب رسول الله؛ فإننا لو نعلم أنك رسول ما قاتلناك، اكتب محمد بن عبد الله. فأمر النبي ﷺ عليًّا أن يكتب محمد بن عبد الله. وفي أثناء الكتابة جاء أبو جندل بن سهيل فارًّا بدينه من الشرك والمشركين فرمى بنفسه بين أصحاب رسول الله، فقال سهيل: هذا أول ما نقاضيك عليه أن ترده علينا. فقال: «اتركه لي». فقال: لا. فأمر رسول الله (صلى الله عليه وسلم) برده، فعند ذلك وقع الاضطراب من الصحابة حتى جاء عمر إلى أبي بكر فقال: يا أبا بكر، ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟ قال: بلى. قال: أوليس قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار؟ قال: بلى. قال: فلم نعطي الدنية في ديننا؟ قال أبو بكر: إنه عبد الله ورسوله ولن يضيعه فاستمسك بغرزه. ثم جاء عمر إلى رسول الله وقال: يا رسول الله، ألم تقل لنا إننا داخلون البيت ونطوف به؟ قال: «بلى، وهل قلت لكم: هذه السنة؟». قال: لا. قال: «فإنك ستدخل البيت وتطوف به».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الملحق بكتاب الجهاد المشروع في الإسلام / "جواز الصلح والمعاهدة والمهادنة بين المسلمين والمشركين" - المجلد (3)