خروج المسلمين من المدينة

وأما رسول الله ﷺ فقال ابن إسحاق: وخرج رسول الله ﷺ في ليال مضت من شهر رمضان في أصحابه، وكان جملة الذين شهدوا بدرًا مع رسول الله ﷺ من المهاجرين والأنصار ثلاث مائة وأربعة عشر رجلاً، واستعمل ابن أم مكتوم على الصلاة بالناس، ورد أبا لبابة من الروحاء واستعمله على المدينة، ودفع لواءه إلى مصعب بن عمير، وكان أبيض، وبين يدي رسول الله ﷺ رايتان سوداوان إحداهما مع علي بن أبي طالب يقال لها: العقاب، والأخرى مع بعض الأنصار. قال ابن هشام: كانت راية الأنصار مع سعد بن معاذ. وقال الأموي: كانت مع الحباب بن المنذر. قال ابن إسحاق: وكان معهم سبعون بعيرًا يعتقبونها، فكان رسول الله وعلي ومرثد بن أبي مرثد يعتقبون بعيرًا، فقالا: نحن نمشي عنك يا رسول الله. فقال: «ما أنتما بأقوى مني، ولا أنا بأغنى عن الأجر منكما».
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الملحق بكتاب الجهاد المشروع في الإسلام / "وقعة بدر الكبرى" - المجلد (3)