دخوله صلى الله عليه وسلم المدينة
دخل رسول الله ﷺ المدينة بعد الزوال فتنازعه القوم كلهم يريد أن ينزل عنده فقال: «سأنزل على بني النجار» أخوال جده عبد المطلب ليكرمهم بنزوله عندهم، فنزل على أبي أيوب الأنصاري فأقام بقباء يوم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، وصلى بالناس الجمعة، وهي أول جمعة صلاها بالمدينة، وأسس مسجد قباء، ثم ركب ناقته فجعلت قبائل الأنصار يعترضونه في طريقه كل منهم يطلب نزوله عنده ويقولون: هلمّ إلينا فعندنا العدد والمنعة. ورسول الله يقول: «خلوا سبيلها فإنها مأمورة» حتى أتت موضع مسجده الآن فبركت به ناقته.
ومن كريم شعر الأنصار في الهجرة قول قيس بن صرمة:
ثوى في قريش بضع عشـرة حجة
يذكر لو يلقى حبيبًا مؤاتيا
ويعرض في أهل المواسم نفسه
فلم يَر من يُؤوي ولم ير داعيا
فلما أتانا واستقرت به النوى
وأصبح مسـرورًا بطيبة راضيا
وأصبح لا يخشى ظلامة ظالم
بعيد ولا يخشى من الناس باغيا
بذلنا له الأموال من جُلِّ مالنا
وأنفسنا عند الوَغَى والتآسيا
نعادي الذي عادى منالناس كلهم
جميعًا وإن كان الحبيب المصافيا
ونعلم أن الله لا ربَّ غيره
وأن كتاب الله أصبح هاديا
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - الملحق بكتاب الجهاد المشروع في الإسلام / "هجـرة رسـول اللـه ﷺ بنفسـه الكريمـة" - المجلد (3)