لو علم الأنام لما خُلقوا لما غفلوا وناموا
فلا يجزع من الموت ويهوله الفزع منه، إلا الذي لم يقدم لآخرته عملاً صالحًا يرجو ثوابه، ويقول: ﴿مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا ٱلدُّنۡيَا نَمُوتُ وَنَحۡيَا وَمَا يُهۡلِكُنَآ إِلَّا ٱلدَّهۡرُۚ﴾ [الجاثية: 24]. فهذا الذي ينتقل من دار الدنيا إلى عذاب الآخرة، يقول الله سبحانه: ﴿فَإِذَا بَرِقَ ٱلۡبَصَرُ ٧ وَخَسَفَ ٱلۡقَمَرُ ٨ وَجُمِعَ ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ ٩ يَقُولُ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذٍ أَيۡنَ ٱلۡمَفَرُّ ١٠ كَلَّا لَا وَزَرَ ١١ إِلَىٰ رَبِّكَ يَوۡمَئِذٍ ٱلۡمُسۡتَقَرُّ ١٢ يُنَبَّؤُاْ ٱلۡإِنسَٰنُ يَوۡمَئِذِۢ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ١٣﴾ [القيامة: 7-13].
أما والله لو علم الأنام
لِما خُلقوا لَما غفلوا وناموا
لقد خُلقوا لأمر لو رأته
عيون قلوبهم تاهوا وهاموا
ممات ثم قبر ثم حشـر
وتوبيخ وأهوال عظام
ليوم الحشـر قد عملت رجال
فصلوا من مخافته وصاموا
ونحن إذا أُمرنا أو نهينا
كأهل الكهف أيقاظ نيام
والله أعلم.
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - البراهين والبينات في تحقيق البعث بعد الوفاة / " حكم منكر البعث في الشرع الإسلامي " - المجلد (1)