حقيقة الموت

هذا الموت الذي يفزع الناس منه، ليس هو فناء أبدي، لكنه انتقال من دار إلى دار أخرى، ﴿لِيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ أَسَٰـُٔواْ بِمَا عَمِلُواْ وَيَجۡزِيَ ٱلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ بِٱلۡحُسۡنَى ٣١﴾ [النجم: 31]. فلا يجزع من الموت، ويهوله الفزع منه؛ إلا الذي لم يقدم لآخرته خيرًا، فهذا الذي يجتمع عليه عند فراقه للدنيا سكرة الموت، وحسرة الفوت، وهول المطلع، فيندم حيث لا ينفعه الندم. يقول: ﴿يَٰلَيۡتَنِي قَدَّمۡتُ لِحَيَاتِي ٢٤﴾ [الفجر: 24]. وخير الناس من طال عمره وحسن عمله. وشر الناس من طال عمره وساء عمله. دع الذم للدنيا فكم من موفق يقول وقد لاقى النعيم بجنة حياتي لو امتدت لزادت سعادتي فيا ليت أيامي أطيلت ومدتي
الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله
مجموع الرسائل - البراهين والبينات في تحقيق البعث بعد الوفاة / " توطئة " - المجلد (1)